Uncategorized

كيف أصبح كرة اليد واحدة من أنجح الرياضات في مصر؟

تحولت كرة اليد إلى رياضة جماهيرية تُشعل حماس ملايين المصريين، خاصة خلال المباريات الكبرى التي يواجه فيها المنتخب الوطني أقوى الفرق الأوروبية. من ساحات المدارس الترابية إلى الصالات الحديثة في قلب القاهرة، ارتقت اللعبة إلى مستوى عالمي. ولم يكن الوصول إلى المركز الرابع في أولمبياد طوكيو 2020 محض صدفة، بل ثمرة منظومة مدروسة ومبنية بعناية. لم تكتفِ مصر بتقليد الآخرين، بل طورت أسلوبًا فريدًا يعكس روحها. هذه الرحلة الملهمة هي ما يجعل المشجعين والمراهنين يتابعون بشغف كل تمريرة، وكل تسديدة، وكل لحظة على أرض الملعب.

الجذور الأولى لكرة اليد في مصر

بدأت قصة كرة اليد في مصر بهدوء في ثلاثينيات القرن العشرين، عندما أعاد الطلاب المصريون العائدون من أوروبا هذه الرياضة إلى وطنهم. في بداياتها، اقتصرت الممارسة على المدارس الخاصة والأكاديميات العسكرية، حيث كانت تُلعب في مباريات غير رسمية، أقرب إلى الترفيه منها إلى المنافسة الجادة. لكن الأمور لم تبق على هذا النحو. ففي خمسينيات القرن الماضي، بدأت تتشكل أولى أندية كرة اليد في الإسكندرية والقاهرة، وكانت تقام المباريات على ملاعب خارجية بأرضيات خرسانية وتجهيزات بسيطة، لكن الشغف كان حاضراً بقوة. ومع مرور الوقت، بدأت اللعبة تحظى بجمهور متزايد، وبدأ البعض يتابع نتائجها بشغف مماثل لما يتابعون به الفرق العالمية، حتى على منصات مثل تحميل تطبيق Melbet، في ظل تصاعد الحماس المحلي.

وجاء عام 1965 ليشكل نقطة تحول، مع انضمام مصر إلى الاتحاد الدولي لكرة اليد، ما منح الرياضة اعترافاً رسمياً دوليًا. بدأت المنافسات المحلية تأخذ شكلاً منظمًا، حتى وإن كانت الإمكانيات محدودة. لم يكن اللاعبون يملكون معدات حديثة، وأحيانًا كانوا يتدربون بصنادل بسيطة، لكن الحماسة وروح الالتزام كانت تدفعهم للأمام. في تلك السنوات، وُضعت اللبنات الأولى لمسيرة لم يكن أحد يتوقع مدى نجاحها لاحقًا.

دور المدارس والجامعات

لم تنتظر مصر ظهور المواهب من تلقاء نفسها – بل بادرت بصناعتها. فقد أسست المدارس والجامعات أول منظومة وطنية لإعداد نجوم كرة اليد. لم تكن تلك المؤسسات تقتصر على تدريس العلوم والرياضيات فحسب، بل كانت أيضًا تصنع الأبطال. وإليكم كيف تحقق ذلك:

  • دمج كرة اليد في المناهج الدراسية: في الثمانينيات، أصبحت كرة اليد جزءًا أساسيًا من حصص التربية البدنية في المدارس.
  • دوريات جامعية منظمة: أطلقت جامعات كبرى مثل القاهرة، عين شمس، والمنصورة برامج رياضية متخصصة، تشمل مسابقات منتظمة على مستوى عالٍ من التنافسية.
  • رصد المواهب من خلال البطولات: استخدم المدربون البطولات المدرسية لاكتشاف لاعبين واعدين منذ سن مبكرة.

كانت هذه المبادرات ممنهجة وطموحة، حيث تلقى الطلاب تدريبًا متقدمًا، وشاركوا في بطولات متنوعة، وحصل بعضهم على منح دراسية رياضية. هذا الدمج بين التعليم والتدريب الرياضي أسهم في بناء جيل يتمتع بالانضباط والمهارات اللازمة للفوز، لا لمجرد المشاركة. وبالنسبة لكثيرين، أصبحت كرة اليد أكثر من مجرد رياضة – بل بوابة إلى مستقبل واعد.

من التميز المحلي إلى الحضور الدولي

بدأ التحول الحقيقي في أواخر التسعينيات، عندما تجاوز المنتخب المصري حدود البطولات الإقليمية وبدأ ينافس عمالقة كرة اليد في أوروبا. تحولت اللعبة إلى رياضة ذات أولوية، مدعومة بتمويل حكومي، وطاقم فني أجنبي، وحضور دولي متزايد. ومع تصاعد مستوى الأداء، ازداد ارتباط الجمهور بالفريق، حتى باتت مبارياته تُتابع بشغف كبير، وبدأ البعض يستخدم تطبيقات مثل Melbet موقع لتتبع الإحصائيات والمراهنات المرتبطة بالمباريات. لم تعد اللقاءات مجرد منافسات رياضية، بل لحظات وطنية جامعة. وأثبتت مشاركات مصر في بطولات العالم والأولمبياد أن المنتخبات الإفريقية قادرة على التنافس بندية على أعلى المستويات، مما منح الرياضة في مصر بعدًا دوليًا جديدًا ومكانة متقدمة في خريطة كرة اليد العالمية.

إنجازات بطولة العالم

في عام 2001، فاجأت مصر عالم كرة اليد بإنجاز غير مسبوق. ففي بطولة العالم للرجال التي نظمها الاتحاد الدولي لكرة اليد في فرنسا، وصل المنتخب المصري إلى الدور نصف النهائي – ليصبح أول فريق من خارج أوروبا يحقق ذلك منذ عام 1954. لم يحرز الفراعنة الميدالية الذهبية، لكنهم كسبوا ا احترام العالم. كان ذلك بمثابة رسالة واضحة: مصر لم تعد على الهامش.

في العام ذاته، لمع نجم لاعبين مثل حسين زكي وأحمد الأحمر، اللذين تحولا إلى رموز في اللعبة على الصعيدين المحلي والدولي. ولم يكن هذا النجاح وليد المصادفة، بل نتاج منظومة تأسست بإحكام، انطلقت من أندية الناشئين وصولًا إلى استراتيجية وطنية شاملة. وقد شكّل منتخب 2001 نقطة تحوّل حقيقية، مهدت الطريق أمام الأجيال القادمة، وأكدت أن مصر باتت قوة لا يُستهان بها في عالم كرة اليد. ومنذ ذلك الحين، لم تعد البطولات الدولية مجرد مشاركة، بل ساحات يتابعها الجمهور باهتمام، سواء في الملاعب أو عبر التطبيقات الذكية.

المشاركة في الأولمبياد

شكّلت كرة اليد الأولمبية نقطة تحول محورية لمصر. فقد أثبتت دورة ألعاب طوكيو 2020 أن المنتخب المصري لم يعد مجرد مشارك، بل بات منافسًا حقيقيًا على الميداليات. لم يكتفِ الفريق بالتأهل، بل قدّم أداءً سيطر على مجريات المنافسة. إليك أبرز المحطات:

  • المركز الرابع: أصبحت مصر أول دولة أفريقية تصل إلى نصف نهائي كرة اليد في الألعاب الأولمبية.
  • الفوز على ألمانيا: الانتصار بنتيجة 31-26 في ربع النهائي لم يكن متوقعًا، وأثار دهشة الجماهير والمراهنين على حد سواء.
  • أداء مشرف أمام فرنسا: خسرت مصر في نصف النهائي بفارق ثلاث نقاط فقط أمام الفريق الفرنسي، الذي تُوّج لاحقًا بالذهب.

لم تكن هذه النتائج وليدة الحظ، بل تجسيدًا لفريق نضج تكتيكيًا ويملك بنية رياضية قوية. ومع هذا الظهور اللافت، لم يعد يُنظر إلى مصر كفريق “مستضعف”، بل كرقم صعب على الساحة العالمية.  حتى على منصات المراهنات، ازداد الاهتمام بمتابعة أدائها، ما دفع الكثير من المستخدمين إلى تحميل Melbet لمتابعة الإحصائيات والنتائج لحظة بلحظة، في دلالة على مدى حضور مصر المتنامي في المشهد الرياضي الرقمي.

برامج تطوير الشباب

لم تترك مصر ظهور النجوم للصدفة، بل أخذت زمام المبادرة وصنعتهم. منذ مطلع الألفية الثالثة، أطلقت الحكومة مجموعة من الأكاديميات المتخصصة في كرة اليد، تهدف إلى إعداد جيل جديد من اللاعبين بمستوى عالمي. لم تكن هذه الأكاديميات مجرد مبادرات جانبية، بل أنظمة تدريبية متكاملة، ممولة بالكامل وتعمل بدوام كامل، وتضم برامج متقدمة تشمل الجوانب البدنية، النفسية، والغذائية. بدأت عملية انتقاء المواهب من سن مبكرة، حيث يتم استكشاف الأطفال ابتداءً من عمر 9 سنوات خلال البطولات المدرسية، ليخضعوا لتدريبات تحت إشراف مدربين معتمدين على المستوى الوطني. وتُعد إحدى أبرز الأكاديميات، الواقعة في مدينة السادس من أكتوبر، نموذجًا ناجحًا، حيث خرّجت أكثر من عشرة لاعبين يلعبون حاليًا في أندية أوروبية.

كما عمل الاتحاد المصري لكرة اليد على تأسيس منتخبات وطنية للفئات العمرية تحت 17 و20 سنة، مع تنظيم معسكرات تدريبية منتظمة وبطولات خارجية لتأهيل اللاعبين للاحتكاك الدولي. وقد أثمرت هذه الجهود عن إنجازات ملموسة، كان أبرزها فوز مصر ببطولة العالم تحت 19 سنة عام 2019، كأول دولة أفريقية تحقق هذا اللقب. لم تكن تلك الميدالية مجرد انتصار رياضي، بل كانت رسالة واضحة: مستقبل كرة اليد في مصر بدأ بالفعل، ويبدو واعدًا أكثر من أي وقت مضى.

صعود الأندية المحلية

لم تكتفِ أندية مثل الأهلي والزمالك بالسيطرة على كرة القدم، بل نجحت أيضًا في تحويل كرة اليد إلى شغف شعبي واسع. فقد جلب الفريقان المتنافسان جماهيرهما العريضة إلى ملاعب كرة اليد، مما ساهم في خلق أجواء استثنائية في كل لقاء. ومع تنامي اهتمام الجمهور، باتت المتابعة أكثر دقة. مباريات “الديربي” بين الفريقين في القاهرة تستقطب الآلاف، وتضج بها الصالات وكأنها نهائي كأس العالم. وقد حصد الناديان مجتمعَين أكثر من 30 لقبًا في دوري أبطال إفريقيا لكرة اليد.

لكن الحكاية لا تتوقف عند البطولات. فهذه الأندية قامت ببناء منظومات احترافية لإنتاج اللاعبين. استثمرت في فرق الناشئين، وطورت البنية التحتية، واستعانت بمدربين دوليين. وبحلول عام 2010، أنشأ الزمالك أكاديمية دائمة للشباب تضم خمس فئات عمرية، فيما أطلق الأهلي برنامجاً نخبويًا مماثلاً. اليوم، يشكّل لاعبو الناديين العمود الفقري للمنتخب الوطني. النموذج أثبت نجاحه، والجماهير تتفاعل معه بشغف. حتى وكلاء المراهنات باتوا يغطون دوري كرة اليد المصري بشكل دوري، في إشارة إلى مدى تطور اللعبة وجديتها على الساحة المحلية والإقليمية.

إنجازات تُمهّد لمجد قادم

لم تنتهِ قصة مصر مع كرة اليد بعد – بل إنها في مرحلة صعود مستمر. فالمنتخب الوطني يتمتع بجيل شاب، طموح، ويحقق قفزات سريعة في التصنيفات العالمية. ومع ازدهار الأندية المحلية، وتنامي الحضور الجماهيري، واحتدام الشغف أكثر من أي وقت مضى، لم تعد كرة اليد تطمح إلى النجاح فحسب، بل باتت تجسّده بالفعل. لقد أصبحت قصة نجاح وطنية بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *