مقارنات

الفرق بين الواقع الافتراضي والمُعزز والمختلط والممتد

نوضح لكم الاختلافات الرئيسية بين تقنيات الاستمرارية الافتراضية مثل الواقع الافتراضي والواقع المعزز والواقع المختلف والواقع الممتد. على الرغم من أننا مدركين لمدى تعقيد الموضوع، ولكننا سنحاول أن نبسط الأمر قدر الإمكان مع تفسير كل تقنية من التقنيات الأربعة ببعض الأمثلة.

الفرق بين الواقع الافتراضي والواقع المعزز والواقع المختلط

الواقع الافتراضي Virtual Reality والواقع المُعزز augmented reality والواقع المختلط mixed reality والواقع الممتد extended reality جميعها من المصطلحات التقنية المُعقدة التي قد تتسبب في حيرة وإرباك العديد من الأشخاص الذين لا يتمتعون بالقدر الكافي من الخبرة والذكاء التقني.

للأسف، عادةً ما يتم الإشارة إلى التقنيات الأربعة – رغم الاختلافات فيما بينهما – إما بتكنولوجيا الواقع الافتراضي VR أو الواقع المُعزز AR.

لكن هذه المصطلحات تحمل في مكنونها المزيد من التفاصيل والمعلومات التي تحتاج إلى المزيد من التوضيح وكيف يُمكن الاستفادة منها وطريقة تسخيرها مقوماتها في خدمة المستخدمين.

اقرأ أيضاً: لقد تحدثنا سابقاً على ريفيو بلس عن الفرق بين Apple Vision Pro و Sony Playstation VR 2 وهي من بين الأسباب التي جعلتنا نرغب في توضيح الاختلافات بين تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز.

بحسب آخر الدراسات التي أجرتها إحدى الجامعات الأمريكية مؤخراً، فمن المتوقع أن ينمو سوق تكنولوجيا وتقنيات الواقع الممتد بنحو 152.5 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2026 أي بمعدلات نمو بلغت 30.5% تقريباً مقارنة بمعدلات السوق في عام 2020.

لكي تتمكن من فهم هذا العالم بصورة أوضح، سيتعين عليك معرفة أهم الاختلافات بين التقنيات المختلفة وكيف يتم تخسير إمكاناتها ومواصفاته لتعزيز البيئة الخاصة بها.

لذا، وبدون إطالة ومط في المقدمة، دعونا نوضح لكم ما هي أبرز الاختلافات بين الواقع الافتراضي والواقع المعزز والواقع المختلط والواقع الممتد.

▼ ما هو الواقع الحقيقي؟

من المؤكد أنك دخلت من قبل في جدال مع أحد أصدقائك حول شيء ما، بحيث يكون بالنسبة لك هذا هو الأمر الحقيقي، بينما يظهر لصديقك بحقيقة أخرى تماماً.

على سبيل المثال، قد يبدو لك اللون الأزرق الداكن وكأنه “الأسود” بينما يظهر هذا اللون لصديقك بلونه الحقيقي وهو “الأزرق الداكن”.

نحن لم نأتي للحديث عن مشاكل ضعف النظر أو عدم قدرة عين أياً منكما على معالجة الألوان بشكل صحيح. ولكن جوهر الفكرة أن المعلومات والتفاصيل والطريقة التي نحاول من خلالها أن نبني بها الواقع الحقيقي مختلفة وفريدة لكل واحد منا وهذا ما يُطلق عليه مصطلح “علم الوراثة”.

الأمر متوقف على عوامل ومعايير عديدة منها مدى تشبعنا بالتفاصيل من خلال تجاربنا السابقة ومستويات خبراتنا في الحياة وكيفية تشكيل إدراكنا للعالم من حولنا.

تابع أيضًا على ريفيو بلس: أفضل مجموعة العاب VR في 2023 (مجموعة مميزة من العاب الواقع الافتراضى VR).

يحاول البشر فهم الأسباب التي تجعلهم يخلطون بين الواقع الافتراضي والواقع المادي حتى عندما يكونون على قدر كبير من الثقة أن هناك اختلافات فيما بينهما.

ولكن ما هو الواقع الحقيقي باختصار شديد؟ حسناً، الواقع هو عبارة عن مفهوم أو بناء يصنعه كل واحد منا اعتماداً على خبراته في الحياة وما تدركه حواسنا.

أعلم أن الأمر لا يزال معقداً بالنسبة لكم، فدعونا نفسر لكم الأمر بشكل أوضح في السطور التالية:-

فمثلا، هل تتذكر آخر مرة ضحكت فيها أو بكيت أثناء مشاهدتك لإحدى أفلامك المفضلة؟ حسناً، أنت تفاعلت مع إحدى مشاهد الفيلم وكأنها من العالم الحقيقي، على الرغم من أنك واثقاً أنه مُجرد درب من الخيال.

لكن في ذاك الوقت تحديداً، أنت تفاعلت مع الفيلم وكأنه مصدر حقيقي. ولكن الأكثر أهمية من ذلك، أن الواقع الممتد Extended Reality يضيف طبقة أخرى لهذه التجربة لجعلها تبدو أكثر كثافة وأكثر واقعية.

فعند ارتداء نظارات الواقع الافتراضي VR، ستشعر وكأنك انتقلت إلى بيئة حقيقية من العالم الرقمي. الفكرة هنا تكمن في نجاح تقنيات الواقع الافتراضي في جعل حواسك تتغلب على تفكيرك.

على الرغم من أنك مدرك تماماً بفكرك أن هذه البيئة ليست حقيقية، ولكن بالنسبة لجسمك، الأمر ليس كذلك، تبدو هذه البيئة الرقمية حقيقية تماماً لحواسك وجسمك.

لكي يتم تسخير هذه التقنيات بشكل مثالي، يجب أن يشعر الإنسان وكأن البيئة الرقمية التي يدخلها وكأنها حقيقية. باختصار شديد، يجب أن تشعر أن البيئة الرقمية وكأنها جزءًا من عالمك الحقيقي، ماذا وإلا لم يكن هناك أي فائدة من هذه التقنيات.

▼ ما هي الاستمرارية الافتراضية؟

بعد ذلك يأتي مصطلح أكثر تعقيداً والذي يُعرف باسم “الاستمرارية الافتراضية” أو Virtuality Continuum. هذا المصطلح هو للدلالة على ظاهرة الاحتمالات الكاملة بين العالم المادي والبيئة الحقيقية وبين العالم الافتراضي أو البيئة الرقمية.

على الرغم من أن التمييز بين الطرفين يبدو صعباً للوهلة الأولى، ولكن في الواقع هناك بعض الاختلافات الجوهرية فيما بينهما. لقد تم التوصل إلى مفهوم “الاستمرارية الافتراضية” لأول مرة بواسطة أحد العلماء في عام 1994.

الاستمرارية الافتراضية هي ببساطة شديدة بمثابة ظاهرة تحاول تساعد الإنسان على فهم وتصور الاختلافات بين التقنيات الحديثة المختلفة الموجودة في الوقت الحالي، وتلك الاختراعات أو التقنيات التي لم يتم التوصل لها بعد.

من منظور سيكولوجي، عادةً ما يتم الاختلاط بين التقنيات المختلفة بسبب عدم وضوح الحدود الدقيقة المختلفة لكل منها. ومع ذلك، يكون الإنسان على وعي بأن هناك خيط رفيع هو ما يفصل بين تلك التقنيات.

▼ ما هو الواقع الممتد ؟

ما هو الواقع الممتد

يشير مصطلح الواقع الممتد Extended Reality إلى أي نوع من أنواع التقنيات التي تحاول أن تضيف العناصر الرقمية إلى البيئة الواقعية، مما قد يؤدي إلى تعتيم الخط الفاصل بين العالم المادي والعالم الرقمي.

تشتمل تكنولوجيا الواقع الممتد على كل من الواقع الافتراضي والواقع المعزز وأي تقنيات لم يتم تطويرها بعد طالما كانت هذه التقنيات تحاول خلق سلسلة افتراضية من الأحداث وجعلها تبدو وكأنها من الواقع المادي.

لا تزال تقنية الواقع الممتد قيد الاختبار، والتكنولوجيا الخاصة بها لم تكتمل بعد. حيث يحاول العلماء والمبتكرين اكتشاف كيف من الممكن أن يتفاعل معها المستخدم في عالمه الحقيقي وكيف من الممكن أن يتم التوصل إلى أقصى بُعد من النتائج الإيجابية لها.

الجانب السلبي في تكنولوجيا الواقع الممتد، أنه لم يتم وضع حدود أو معايير محددة لها حتى الآن.

الحل الوحيد للمبتكرين هو تبسيط التجربة قدر الإمكان والدفع بها خطوة واحدة في كل مرة حتى لا يُفاجئ الإنسان أو يُصدم فجأة نتيجة القفزة الخيالية التي قد يصعب عليه التعامل معها في عالمه الحقيقي.

▼ ما هو الواقع المعزز؟

ما هو الواقع المعزز

الواقع المعزز هو عبارة عن تكنولوجيا تتيح إمكانية تراكب العناصر الرقمية بداخل بيئة العالم الحقيقي. في تجارب الواقع المُعزز، يمكنك بسهولة شديدة رؤية العناصر الرقمية في البيئة المادية والحقيقية.

لكن بالرغم من ذلك، فلا يوجد تفاعل بين العناصر الرقمية وعناصر العالم الحقيقي.

باختصار شديد، الواقع المُعزز يمثل نهاية للعالم المادي بواسطة ظاهرة الاستمرارية الافتراضية. تظهر بوضوح هذه الظاهرة في عدد كبير من المجالات الصناعية بما في ذلك عالم صناعة ألعاب الفيديو والتعليم والرعاية الصحية والعديد من الصناعات الأخرى.

أبسط مثال على ذلك هو عندما تحاول الذهاب إلى المشفى لإجراء بعض الفحوصات الطبية التي تستوجب تحاليل الدم، فعلى سبيل المثال من الممكن أن تواجه الممرضة صعوبة في العثور على وريدك، مما يجعل تجربة التحليل مؤلمة بشكل أكبر. تحاول تقنية الواقع المُعزز أن تقدم يد العون والمساعدة في إيجاد وريدك بشكل أفضل.

فمثلاً يتم استخدام تقنية الواقع المعزز بواسطة AccuVein وذلك من أجل تحويل التوقيع الحراري لأوردة المريض إلى صورة حية يتم تثبيتها على جلد أيدي المريض، وهو ما يساعد الأطباء على العثور على الأوردة الدموية بشكل أفضل وأكثر سهولة.

في الواقع، تساعد تكنولوجيا الواقع المُعزز في تعزيز فرص نجاح حقن المريض بنسبة 350% تقريباً مقارنة بالحقن العادي.

لا تزال تقنيات الواقع المُعزز في تطور مستمر، وهناك العديد من الفرص والاحتمالات لإحداث ثورة هائلة في مجال كيفية تفاعلنا مع المنتجات والصناعات الرقمية.

▼ ما هو الواقع المختلط؟

ما هو الواقع المختلط

أما الواقع المختلط يحاول أن يأخذ بتقنية الواقع المعزز إلى بُعد أبعد، بحيث لا يكون مسموح لك بتراكب العناصر الرقمية في بيئة العالم الحقيقي فحسب، ولكن أيضاً السماح بالتفاعل فيما بينهما.

على سبيل المثال، باستخدام تقنية الواقع المختلط، يُمكن للإنسان رؤية العناصر الرقمية وعناصر العالم الحقيقي بداخل نفس الإطار والتفاعل معها بشكل طبيعي.

تُغطي تجارب الواقع المختلط التسلسل الرئيسي للاستمرارية الافتراضية. ومع ذلك، قد يكون من الصعب أحياناً فهم المفهوم الكامل وراء تكنولوجيا الواقع المختلط.

لكن بسهولة يمكنك تفسير الواقع المختلط على كونة مزيج بين العالم الرقمي والعالم المادي بداخل بيئة واحدة تسمح لك بالتفاعل مع عناصر كلا العالمية.

▼ ما هو الواقع الافتراضي؟

ما هو الواقع الافتراضي

الواقع الافتراضي Virtual Reality يحاول تبسيط إنشاء البيئة الرقمية عن طريق استبعاد البيئة المادية للعالم الحقيقي بالكامل.

من خلال تجارب الواقع الافتراضي يتم الوصول إلى أقصى بُعد من تسلسل الاستمرارية الافتراضية.

يواجه العديد من الأشخاص بعض المشاكل مع تجارب الواقع الافتراضي نظراً لكونها بيئة تسمح بتوليد استجابات عاطفية حتى وإن كنت على دراية بأنها مزيفة وغير حقيقية.

فعلى سبيل المثال، يستطيع الإنسان بناء الواقع عن طريق المعلومات التي يتلقونها من حواسهم المادية، مما يجعل من الصعب على الإنسان إدراك أنه بداخل بيئة رقمية بالكامل وذلك نتيجة تفاعله مع البيئة الرقمية بالطريقة التي يتلقى بها حواسه العناصر الرقمية في البيئة المحيطة.

من خلال الواقع الافتراضي، يتم الاستفادة بشكل كبير جداً من الأنظمة السمعية والمرئية على حد سواء، ولكن من الممكن أن تصل إلى بُعد آخر مع الواقع الافتراضي إذا ما تم إضافة بعض الحواس الأخرى إلى نفس التجربة.

أبسط دليل على ذلك هي تجربة “المشي على اللوح الخشبي” وهي عبارة عن تجربة شهيرة جداً للواقع الافتراضي والتي من خلالها يكون مسموح لك بالمشي على لوح خشبي من داخل المصعد والخروج من ناطحة سحاب. أغلب الأشخاص الذين يواجهون بعض المشاكل الحسية مثل “الخوف من المرتفعات” قد لا يتمكنون من النجاح في هذه التجربة، حتى بالرغم من أنهم مُدركين أنها ليست تجربة حقيقية.

ومع ذلك، من الممكن إضافة بُعد آخر لهذه التجربة عن طريق إضافة حاسة اللمس، في هذه الحالة ستكون تجربة “المشي على اللوح الخشبي” أكثر صعوبة على عدد أكبر من الأشخاص.

الملخص

كما رأيتم بأنفسكم، فهناك العديد من التقنيات التي من الممكن أن تساهم في تغيير طريقة فهمنا للعالم الافتراضي عن طريق إضافة عناصر رقمية إلى عالمنا الحقيقي أو المادي، سواء بحدود متدنية أو حدود قصوى.

يتم الجمع بين جميع هذه التقنيات بداخل سلسلة من الاستمرارية الافتراضية بحسب معايير محددة هي التي تفصل بمدى الاختلافات بين العناصر الرقمية التي لديها القدرة على حجب وحظر بيئة عالمنا الحقيقي وكيفية تفاعلنا مع العالم الرقمي.

اقرأ أيضاً: تكامل iPhone 15 و iPhone 16 مع Vision Pro وWi-Fi 7

إذا تمكنت من تكوين وخلق صورة واضحة بداخل رأسك للاستمرارية الافتراضية، فسوف تتمكن بوضوح من فهم الاختلافات بين جميع أنواع التقنيات السابقة. ومع ذلك نحن مدركين إلى صعوبة الأمر على أغلب الأشخاص طالما لم يكن لهم تجربة سابقة مع كل تقنية من التقنيات الأربعة.

  • الواقع المُعزز: هو عبارة عن بيئة للعالم الحقيقي أو العالم المادي مع عناصر من العالم الرقمي دون تفاعل.
  • الواقع المختلط: هو عبارة عن بيئة تمزج بين العالم الحقيقي والعالم الرقمي تسمح للإنسان بالتفاعل مع العناصر المادية والررقمية.
  • الواقع الافتراضي: بيئة رقمية غامرة بالكامل.
  • الواقع الممتد: مصطلح شامل يغطي جميع أنواع ظواهر الاستمرارية الافتراضية بما في ذلك الواقع المختلط والمعزز والافتراضي.

الخاتمة

من المتوقع ألا تتوقف تقنيات الواقع الممتد إلى حد معين، ولكن سيتعين على المصنعون توفير تجارب أكثر بساطة وأكثر أماناً للحفاظ على سلامة الإنسان. ومع ذلك، لا تزال شركات التكنولوجيا المتخصصة في قطاع الصناعة هذا التعلم والتأقلم مع أبعاد التكنولوجيا الجديدة التي يتم التوصل لها.

يُقال أن تقنيات الاستمرارية الافتراضية لا تزال في مرحلة النمو المبكرة، والتي تحاول أن تستفيد من جميع الإمكانات التي تم التوصل لها والاستفادة من كل تقنية على حدة لتوفير تجارب أكثر قابلية للاستخدام في الحياة الواقعية.

ابراهيم التركي

أعمل في الصحافة الإلكترونية منذ سنوات وشغوف بالاطلاع على مختلف الأخبار التقنية والكتابة عنها. ستجدني أكتب عن الكمبيوتر والهواتف الذكية وأنظمة التشغيل والتطبيقات وحتى الشبكات والإنترنت. أسعى دائماً لتقديم محتوى مرئي أنيق وبسيط يليق بمتابعي التقنية في عالمنا العربي.
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى