شروحات تقنية

الفرق بين ChatGPT و Bard وأهم الاختلافات

بوت Bard كان رد شركة جوجل الإيجابي لمنافسة بوت ChatGPT ولكن هل ينجح في مسعاه وما هي أبرز الاختلافات بين كلاهما؟ تجدون في هذا الدليل إجابة وافية وكافية على هذا السؤال بالتفصيل. كما ويمكنك معرفة الفرق بين ChatGPT و Bing Chat وأبرز الاختلافات.

تقنيات جديدة للذكاء الاصطناعي

يعمل العديد من الشركات حاليًا على تطوير تطبيقات وتقنيات تعتمد على الذكاء الصناعي، وأبرز ما تم تقديمة حاليًا هو برامج توليد الصور بالذكاء الاصطناعي وأيضًا ChatGPT المتخصص في الرد على الأسئلة وتلخيص المقالات وكتابة الأبحاث وكتابة بعض الأكواد والعديد من الأمور الأخرى، وهناك أيضًا Google Bard وغيرهم.

نحن واثقين أنه لا أحد في عالمنا الرقمي الذي نعيشه حالياً إلا وسمع عن بوت الدردشة ChatGPT القائم على تقنيات الذكاء الاصطناعي. لذلك، نعرض لك مقارنة توضح لك الفرق بين ChatGPT وGoogle Bard.

في الواقع، خلال وقت قراءتك لهذا المقال، فهناك مئات الملايين من المستخدمين الذين يستفيدون من خدمات ChatGPT في كتابة المقالات ورسائل البريد الإلكتروني والقصائد واستحضار أفكار جديدة للروايات وكتابة الأكواد البرمجية وتصحيح أخطائها.

هناك حتى بعض الشركات التي تخلت عن موظفيها واستبدالهم بروبوت الدردشة الذكي ChatGPT.

ربما يهمس إليك هاجس بأن هذا المقال مكتوب بواسطة بوت الدردشة، ولكن اطمئن تماماً، هذا المقال مكتوب بواسطة إنسان بشري مثلك تماماً.

أهم الاختلافات بين ChatGPT و Bard

على الرغم من المحتوى الإبداعي الذي يمكنك الحصول عليه من روبوتات الدردشة الذكية، ولكن لا يزال هناك العديد من القيود التي لا يمكن لبوت ChatGPT تجاوزها. ومع ذلك فهو قادر على محاكاة المحادثات البشرية وتوفير إجابات مُقنعة ومنطقية حول أي سؤال شائع أو نادر وتفسير الحقائق الغامضة والمُعقدة وتبسيطها بطريقة مذهلة.

اقرأ أيضاً 10 استخدامات مذهلة لروبوت الدردشة الذكي ChatGPT قائمة بأهم الوظائف التي يمكنك الاستفادة منها بمساعدة بوت الدردشة الذكي.

ولكن ما يغفل عنه الكثيرين هو أن بوت ChatGPT تم تدريبه على معلومات وبيانات موردها الإنترنت لجميع الأحداث والحقائق التي حدثت قبل عام 2021.

بالتالي هو قد لا ستطيع مساعدتك في معرفة ما هي أفضل ساعة ابل أو أحدث هاتف ايفون يمكنك شراءه في الوقت الحالي، مما يعني أن هناك حدود لا يُمكن لبوت ChatGPT تخطيها.

ولكن هنا تحديداً حيث جاء الرد من شركة جوجل، بوت Bard الذي قد لا يتمتع بنفس خبرة ChatGPT في الأحداث التاريخية، ولكنه على الأقل قادر على الاستفادة من مستجدات الأحداث والمعلومات الناشئة في أي مجال سواء كان تقني أو علمي أو ثقافي أو غيره.

هذا هو الاختلاف المثير للاهتمام الذي يجعل لبوت Bard اليد العليا في ثورة روبوتات الدردشة القائمة على تقنيات الذكاء الاصطناعي.

من حسن الحظ، كان لدى بعض المستخدمين القدرة على الوصول إلى بوت Bard الخاص بشركة جوجل وتقديم أفكار حوله. كما أننا تمكنا بالفعل من استخدام بوت ChatGPT ويمكننا توضيح أبرز الاختلافات التي تفصل كل منهما عن الآخر. في هذا التقرير ستجدون إجابة شاملة ووافية عن كل ما تودون معرفته من اختلافات عن كلا روبوتات الدردشة.  

■ لمحة سريعة عن كل من Google Bard و ChatGPT

لمحة سريعة عن كل من Google Bard و ChatGPT

كلا روبوتات الدردشة تستخدم نماذج اصطناعية تم تدريبها على مجموعة مُختلفة من البيانات والمعلومات لتقديم إجابات تحاكي نفس التجربة البشرية.

بمعنى أنه عندما تقوم بسؤال أي منهم حول أي موضوع سوف تحصل على إجابة شبيهة تماماً بالإجابة التي يمكنك الحصول عليه من إنسان بشري.

ولكن هناك اختلاف وحيد بارز بين كلاهما متمثلاً في نوع المصدر الذي يتم الاستعانة به في توليد الإجابات.

من الناحية الأولى تم تدريب بوت ChatGPT على جمع البيانات من مصادر مختلفة لجميع الأحداث التي نشبت قبل شهر سبتمبر من عام 2021.

ChatGPT يعتمد على نموذج آلي يحمل الاسم الرمزي GPT 3.5 وهي اختصار لعبارة  Generative Pre-training Transformer 3.5 كما أن هناك إصدار جديد منه يحمل الاسم الرمزي GPT 4.0.

من الناحية الأخرى يعتمد بوت Google Bard على المعلومات والبيانات المتوفرة على الإنترنت في الوقت الفعلي وهو يستند إلى نموذج LaMDA.

تم تدريب كلاهما لتأدية وظائف مختلفة رغم تشابهها

تم تدريب كلاهما لتأدية وظائف مختلفة رغم تشابهها

الجدير بذكره أن كل من Google Bard و ChatGPT تم تدريبهما على نماذج لغوية مختلفة عن بعضهما البعض، ولكن كلاهما يستخدمان معمارية تُعرف باسم “transformer architecture” والتي تعني بالعربية “بنية التحويلات” وهي نوع من الشبكات العصبية التي تعمل على معالجة البيانات.

تم تدريب ChatGPT على نموذج لغوي يحمل الاسم الرمزي GPT3 والذي يستمد جميع بياناته من الإنترنت المفتوح سواء كان ذلك من كتب إلكترونية أو مقالات أو وثائق ومستندات.

لكن من ناحية أخرى، تم تدريب Google Bard على نموذج LaMDA الذي يستمد معلوماته من البيانات التي ترتكز بالأساس إلى الحوارات النصية والمحادثات بين المستخدمين.

في حين أنه يمكنك الاستعانة بكل منهما من أجل بدء المحادثات النصية ولكن تم تطوير ChatGPT في الأساس لأغراض مختلفة من المحادثات النصية، بينما تم تطوير Bard لإجراء المزيد من المحادثات مع المستخدمين دون قيود معينة.

إذا كان هذا يعني أي شيء في الأساس فهو يعني شيء واحد في غاية الأهمية وهو أن نموذج LaMDA اللغوي قادر على تحديد وفهم نية وقصد السؤال والتفرقة بين الفوارق الدقيقة في نوعية الأسئلة المطروحة.

بحسب تصريحات شركة جوجل فإن نموذج LaMDA تم تدريبه على فهم القصد والغرض من السؤال عن طريق تحديد الفوارق اللغوية الدقيقة في المفاهيم والموضوعات المختلفة وتم تغذية نموذج الذكاء الاصطناعي بها لمنح المستخدم إجابات أكثر دقة.

هذا يعني أيضاً أنه من المفترض أن يمنح نموذج Bard جميع المستخدمين إجابات أكثر دقة ومنطقية بطريقة تحاكي نفس الطريقة البشرية دون أي اختلاف يُذكر.

ما يثير السخرية إذا حاولت سؤال بوت Bard إن كان لديه مشاعر أم لا فسوف يجيبك بإجابة إيجابية ويؤكد لك أنه يمتلك مشاعر مثل البشر. قد يثير هذا الأمر قلق بعض الأشخاص ولكن هذا هو ما آلت إليه الأمور.

ولكني أعتقد أن ChatGPT هو الأكثر دقة ومصداقية لأنه يعي تماماً أنه نموذج ذكاء اصطناعي وليس بشرياً ولا يحاول إقناعك بعكس ذلك.

الأكثر غرابة هو إذا حاولت أن تسأل بوت Bard عن أي اسم ما وليكن اسم كلبك الذي قمت بتسميته – وليكن – نسبة إلى شخصية تاريخية على سبيل المثال، فسوف يحاول Bard البحث في أصول الاسم لمعرفة من هو هذا الشخص بالضبط.

من ناحية أخرى، إذا قمت بسؤال ChatGPT عن هذه الشخصية الخيالية فسوف يطلب منك المزيد من الاستعلامات والبيانات قبل أن يمنحك إجابته النهائية.

نحن متفهمين تماماً أن نموذج LaMDA قادر على التحديث بشكل رائع مثل البشر، ولكن هل هو قادر على تلخيص سياق النص في مقتطفات صغيرة مثل نموذج GPT؟ أعتقد أن الإجابة هي “لا” وتجارب المستخدمين كانت خير دليل.

في نفس الوقت، ليس مُجرد بوت دردشة، يتمتع بوت ChatGPT بالعديد من القدرات الذكية لكي يتعامل مع الأكواد البرمجية والتكامل مع محرك بحث Bing وتم تدريبه بشكل رائع للاستفادة من جميع الأنماط النصية المتواجدة على الويب لدرجة أنه أصبح قادر على معالجة الأخطاء وترجمة اللغات المختلفة وإنشاء الألحان والعديد من الأدوار والمهام الأخرى التي يمتلكها في جعبته.

■ Bard يستخلص إجابته من الويب مباشرةً

Bard يستخلص إجابته من الويب مباشرةً

من السهل سؤال Bard عن أي نوعية من الأسئلة عبر مجموعة واسعة من الموضوعات المختلفة. سواء كنت تريد وصفة مُعينة لتحضير الطعام أو معرفة خطوط الطيران المتوفرة لرحلاتك القادمة أو الأحداث التاريخية القديمة والحديثة.

ومع أن ChatGPT لا يختلف كثيراً في هذا الأمر، ولكنه سيعجز عن تقديم إجابات على الأحداث أو الموضوعات التي نشبت حديثاً لأنه مقتنع تماماً أننا ما زلنا في عام 2021.

ولكن ماذا يعني هذا؟ هذه يعني باختصار أنك قادر على سؤال Bard عن أي كتاب نُشر حديثاً أو فيلم تم عرضه مؤخراً في السينما وسوف يقدم لك إجابات صحيحة من خلال المعلومات المتوفرة حالياً في الإنترنت.

أما إذا حاولت سؤال ChatGPT نفس هذا السؤال فلن تحصل منه إلا على شيء واحد وهو ” لا أعرف الإجابة”.

وبالتالي عندما يتعلق الأمر بالأحداث الجديدة ومستجدات الأمور الجارية، فإن Bard له اليد العليا ومن المفترض أن يكون أكثر ذكاءً كمساعد رقمي أو رفيق مثالي. ومع ذلك فإن الإجابة الخاطئة الأخيرة التي ذاع أمرها على الإنترنت أوشكت على تهديد مصداقيته بعض الشيء.

ولكن هذا لا يعني أن ChatGPT خارج حلبة السباق. فهو لا يزال الأفضل في تقديم البيانات المستندة على أي نوع من النصوص، مثل كتابة المقالات أو منحك أفكار جديدة حول تسويق المنتجات أو إنشاء رسائل بريد إلكتروني أكثر دقة.

هذه وظائف مذهلة حقاً يقدمها لك ChatGPT، ولكن في نفس الوقت هو ليس مثالياً.

أحياناً تشعر أن ChatGPT يعاني من بعض الهلوسة خاصة إذا بدأت تقفز من موضوع إلى آخر. حينها ستحصل غالباً على إجابات غير مُقنعة أو منطقية وعادة ما تكون غامضة بعض الشيء أو سطحية.

ربما الإصدار الجديد من بوت الدردشة GPT 4.0 أصبح أفضل بشكل ملحوظ ولكن لا تزال هناك العديد من القيود للاستفادة منه مثل عدد الأسئلة التي يمكنك الحصول على إجاباتها في اليوم الواحد. ولكن من المتوقع ألا تظل هذه القيود لفترة طويلة من الوقت.

■ يحاول Bard أن يكون ذكياً بالقدر الكافي

شركة جوجل هي من كبرى شركات التكنولوجيا العالمية المتخصصة في مجالات عديدة وليس الذكاء الاصطناعي وحده. لذا، فإن تجربة المستخدم المُحسنة ستكون على رأس أولوياتها.

على سبيل المثال ستحصل من Bard على واجهة مستخدم أكثر أناقة وبساطة والقدرة على التعامل مع النص بشكل أفضل حتى وإن كنت في حاجة إلى مسحه ضوئياً على عكس النص المُعقد والغير واضح الذي تحصل عليه من ChatGPT.

في الوقت ذاته يحاول Bard أن يكون على القدر الكافي من الذكاء والمصداقية، لذا فهو يحاول بعد كل رد يقدم لك بعض المصادر التي تم الاستشهاد بها في تقديم إجاباته ويمكنك التحقق منها بنفسك للتأكد من نسبة مصداقيتها.

■ Bard جزء من بحث جوجل بينما ChatGPT جزء من Bing

يحاول Bard أن يكون ذكياً بالقدر الكافي

يستطيع Bard أن يقود مسيرة البحث على الويب بسهولة وذلك بفضل قدرته على تقديم سياق إجابة سهل الفهم حتى وإن كان يدور حول مجموعة متنوعة من الموضوعات أو مدى تعقيدها. من الممكن أن يساهم هذا الأمر في تحسين كيفية استخدام الأشخاص للإنترنت أثناء البحث عن أي نوع من الموضوعات.

وقد صرحت جوجل أنه سيتم بالفعل دمج Bard في محرك بحث Google مما يعني أنه سيكون قادراً على تقديم إجابات أكثر دقة وتبسيط المفاهيم والمصطلحات الأكثر تعقيداً لمساعدة المستخدمين في الوصول إلى النتائج المرجوة بشكل أفضل.

على الصعيد الآخر، لم تقف مايكروسوفت مكتوفة الأيدي، وقامت بالفعل بدمج GPT 4.0 – الإصدار الأحدث من ChatGPT في محرك بحث Bing والذي أصبح من السهل الوصول له من خلال العديد من أنظمة التشغيل الأساسية. حتى تطبيق سكايب أصبح على نموذج متكامل من Chat GPT كمساعد صوتي.

ولكن بالرغم من ذلك، فهناك العديد من القيود التي يفرضها ChatGPT عندما يتعلق الأمر بأسئلة المستخدمين على محرك Bing. على سبيل المثال هناك عدد محدود من الأسئلة لكل شخص يومياً، كما أنه لابد من تسجيل الدخول بحساب مايكروسوفت والانضمام في قائمة الانتظار إلى أن يحين موعدك للبدء في استخدام بوت الدردشة.

■ هل Bard سيكون الأفضل؟

هل Bard سيكون الأفضل ؟ لا نستطيع الإجابة على هذا السؤال وحسم المنافسة لصالح طرف على حساب طرف آخر.

لكن من المفترض أن يكون Bard هو الأفضل لأنه يستمد معلوماته من الويب مباشرةً وهي الميزة التي تمنحه التفوق على بوت GPT الذي لا يزال يعيش في عام 2021 وما قبله.

من المتوقع أن يتم دمج Bard في محرك بحث Google مما يجعل من وصول المستخدمين إلى خدمة الذكاء الاصطناعي والاستفسار عن أي نوعية من الموضوعات أفضل من أي وقت مضي.

هذا يعني أيضاً أنه لم يعد هناك حاجة للتبديل إلى محرك Bing.

يمكنك أيضًا الاطلاع على المقال السابق الذي نوضح فيه كيفية استخدام Chatgpt بدون تسجيل حساب.

تم تدريب Bard للاستفادة من الموضوعات والحوارات الجديدة وهو قادر على فهم الأسئلة المعقدة والبحث عن إجاباتها عبر مجموعة واسعة من المجالات المختلفة.

ChatGPT من ناحية أخرى، تم تدريبه على الوظائف النصية فحسب. وبالتالي من المتوقع أن يوفر Bard تجربة أفضل بمقدار سنوات ضوئية عن ChatGPT في المستقبل القريب وتحسين طريقة تفاعل المستخدم مع الذكاء الاصطناعي فضلاً عن مجالات أخرى عديدة بخلاف الدردشة والمحادثات النصية.

الخاتمة

حسناً، أيهما أفضل: ChatGPT أم Google Bard؟ في الواقع، قد يكون من السابق لأوانه حسم المنافسة.

لكن من المتوقع أن يتفوق Bard في المرحلة المقبلة لأنه نموذج لغوي قابل للتجديد يومياً قادر على إجابة أي نوعية من الأسئلة عن الأمور الجارية في الوقت الحالي وموردها الإنترنت المفتوح.

أما ChatGPT فهو يستطيع تلخيص المقالات والأفكار وبرمجة الأكواد وكل ما يتعلق بمجال إنشاء النصوص وتوليدها. ولكن من الممكن أن تتبدل الأمور في الأعوام القادمة. سيتعين علينا الانتظار فترة أطول للجزم بفوز أي فريق منهما.

ابراهيم التركي

أعمل في الصحافة الإلكترونية منذ سنوات وشغوف بالاطلاع على مختلف الأخبار التقنية والكتابة عنها. ستجدني أكتب عن الكمبيوتر والهواتف الذكية وأنظمة التشغيل والتطبيقات وحتى الشبكات والإنترنت. أسعى دائماً لتقديم محتوى مرئي أنيق وبسيط يليق بمتابعي التقنية في عالمنا العربي.
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى