خطر الروبوتات… هل من الممكن أن ينقرض الجنس البشري؟
تعرف البشرية في عصرنا الحالي تقدمًا وازدهارًا على جميع المستويات، خاصة المستوى العلمي و التكنولوجي و الرقمي مما أدى إلى نهضة وثورة صناعية كبيرة أدت إلى اختراع البشر العديد من الروبوتات والآلات والتي وفرت لنا العديد من سبل الراحة، حتى غزت هاته الروبوتات والآلات كل المنازل ولا يكاد أن تجد منزل يخلو منها وأصبحت جزأ لا يتجزأ من حياتنا. وباتت جزأ مهما و قطعة أساسية في مدننا الذكية.
ثورة روبوتات تهدد مستقبل البشر:
لكل شيء إيجابيات وسلبيات، صحيح أن الآلات والروبوتات سهلت حياة البشر و وفرت له سبل الراحة، مقارنة بالإنسان القديم والذي كان يعيش في الكهوف والمغارات ويعتمد على وسائل بدائية في كل شيء، لكن بالمقابل هنالك العديد من السلبيات وراء إقتحام و غزو الآلات لحياة البشر و روتينهم اليومي.
لقد عالجت العديد من الأفلام هاته القضية، لعل أبرزها فيلم ” روبوت 1 ” للمبدع ويل سميث و الذي يتحدث عن غزو الروبوتات واجتياحها لحياة البشر و بما أنها أصبحت روبوتات ذكية و تتميز بذكاء اصطناعي كبير، فلقد حاولت إستغلال هاته النقطة في الإنقلاب على البشر والسيطرة عليهم، ويحاول بعد ذلك سكان كوكب الأرض والعلماء التدخل وإنقاذ البشرية من الغزو.
غزو الروبوتات لـ وظائفنا :
لقد سهلت الروبوتات حياتنا بشكل كبير، لكن بالمقابل أصبحت تشكل خطرا كبيرا على العديد من الناس الذين فقدو وظائفهم والتي أصبح بإمكان الروبوتات القيام بها ليل نهار و بدون كلل أو ملل. لقد أصبحت الآلات تقوم بما يقوم به العديد من الأشخاص في مدة زمنية أقصر و تكلفة أقل و بمنتهى الدقة ، نتيجة لتزايد النمو و التطور التكنولوجي و تطور الذكاء الإصطناعي أو ما يسمى بالثورة الرابعة.
إستعمال هاته الروبوتات محل البشر يؤدي إلى زيادة الإنتاج بشكل كبير جدا ، و بالتالي زيادة الأرباح بشكل أكبر و هو كل ما يهم المستثمرين و رجال الأعمال، حيث كشف الإتحاد الدولي للروبوتات سنة 2017، أن هذه صناعة بلغت 25 مليار دولار، الجدير بالذكر أن صناعة الروبوتات تتمركز بالأساس في بعض دول آسيا، منهم الصين واليابان وكوريا، ثم الولايات المتحدة و بعض الدول الأوروبية وأيضًا روسيا.
إزدياد الذكاء الاصطناعي يشكل كابوسا مزعجا للعديد من الموظفين في مجال الصناعة والزراعة والذين ينتظرهم مستقبل مظلم، فلقد أصبحت شركات السيارات و المصانع الكبرى تعتمد على الروبوتات بشكل كبير، حتى في مجال الزراعة ، حيث قامت بعض الشركات بتطوير الآلات و روبوتات قادرة على العناية بالتربة و القيام بعملية الحصاد دون تدخل بشري، مما سيزيد من رفع نسبة البطالة بين البشر . بينما نفس الأمر سيطال العديد من المجالات الأخرى، حيث قام العلماء بتطوير روبوتات قادرة على إطفاء الحرائق و أخرى قادرة على الترجمة و عمل الأشعة السينية، مما يهدد بفقدان العديد من الوظائف الأخرى و إرتفاع نسب البطالة بشكل جنوني، كما أن الإستغناء عن هؤلاء الموظفين واستخدام الروبوتات بدلا عنهم، سيوفر للشركات مبالغ طائلة و هو كل ما ترجوه الشركات بكل أنواعها.
الجدير بالذكر أن الصين تتصدر قائمة البلدان التي تستخدم الروبوتات في العالم ، رغم أن عدد سكان الصين يفوق المليار و نصف نسمة وتتميز بفائض كبير في اليد العاملة والنشيطة، لكنها مضطرة لمواكبة العصر التكنولوجي و التقدم العلمي ، لذلك فهي تسعى جاهدة للإستثمار في الذكاء الإصطناعي و الإعتماد على أكبر عدد ممكن من الروبوتات في مختلف المجالات، لمنافسة باقي الدول الرائدة في المجال، خاصة جارتيها كوريا واليابان، ثم الولايات المتحدة.
هل من الممكن أن تشكل الروبوتات خطرا علينا ؟
لقد توقع العديد من الخبراء أن سلبيات الروبوتات يمكن أن تكون أكثر من مجرد التسبب في البطالة بين البشر بل و قد تتعدى ذلك ، فلقد حذر العالم الفيزيائي البريطاني الشهير ” ستيفن هوكينغ ” من مخاطر الذكاء الصناعي في المستقبل و أن تطوير ذكاء صناعي كامل للروبوتات و جعلها تتحكم في أنفسها دون تدخل البشر قد يشكل تهديدا حقيقيا على وجود وجوهر الإنسان.
كما توقع ” هوبكينز ” بتفوق الذكاء الصناعي على الذكاء البشري خلال 100 سنة من الآن، مما قد يتسبب في فناء الجنس البشري، بسبب روبوتات تم تصنيعها بإرادتنا. و لقد تطورت الروبوتات في الآونة الأخيرة بشكل يدعو للحيرة و الخوف في نفس الوقت ، حيث أن اليابان قامت بتصنيع روبوت يتكلم و يفهم و يسمع مثل البشر و لقد قامت قناة العربية بالقيام بمحادثة تليفزيونية مع الروبوت الياباني و الذي يعمل كموظف استقبال وطرحت عليه العديد من الأسئلة و لقد جاوب عنها كلها بدون أي مشكل.
اين متعة الاحساس والقيم النفسية والانسانية مهما بلغ بهم العلم لن يخلقوا ريبوتا عنده وفاء اوانتماء اوايمان الحياة ليست مجرد حقائق وماديات والله اعلم